أميمة كمال
أميمة كمال


أميمة كمال تكتب: حكايات «نسر» لم يعد يُحلق

أخبار اليوم

الجمعة، 30 ديسمبر 2022 - 08:53 م

«صغار السن يمتنعون» لأنهم حتما لن يدركوا كم كانت إطارات «نسر» ذائعة الصيت لدى كافة العائلات التى تملك سيارة فى الستينيات، خاصة وأن سعرها كان فى متناول الجميع. ولم يكن يثقل كاهل الأسر. أما الآن أصبح  شراء أربعة من كاوتشوك السيارة، أقرب إلى قرار شراء سيارة فى تلك الأونة . إطارات النسر كانت تنتجها شركة النقل والهندسة (إحدى شركات قطاع الأعمال العام) التى تأسست 1956 ،إلا أنها تدهور حالها، بفعل فاعل معلوم، وبنية مبيتة. .

بدا من طرحها للبيع عام 2005 لشركة ميشلان الفرنسية.  ولكن تعثرت المفاوضات، وتوقفت الصفقة. وبالرغم من أن القائمين على الشركة أكدوا وقتها، أن مفاوضات البيع، كشفت عن مشاكل الشركة الفنية والمالية. والتى كان يستوجب علاجها. خاصة وأنها تنتج طرازات، يحتاجها السوق بشدة مثل الجرارات الزراعية، والشاحنات، ونصف النقل، والمقطورات، وحتى الموتوسيكلات.  ولكن بدلا من أن يهتم المسئولون وقتها، بإخراج الشركة من عثرتها ساهموا فى إدخالها حفرة لخنقها. حيث تم السماح بتأسيس شركة بيرللى للإطارات على أرض شركة النقل والهندسة .

واكتفت شركة النقل بمساهمة 15% فى الشركة الجديدة، التى سحبت الجانب الأكبر من الحصة السوقية لشركة النقل. وسرعان ماتخلت عن المساهمة الضئيلة، و تخارجت من «بيرللى» وباعت لها أسهمها.

وكأن المسئولين لديهم رغبة لإفساح المجال للشركة الأجنبية، للسيطرة على السوق. وبدلا من أن تواجه شركة النقل  منافسة شرسة وغير عادلة، من الإطارات المستوردة، التى تأتى بأسعار متدنية. أصبح عليها أيضا منافسة بيرللى، فى وقت تعانى فيه من تقادم الماكينات وعدم مسايرة الطرازات الحديثة، وكذلك المديونية التى لم يسع أحد لتسويتها.

وإذا كان وزير قطاع الأعمال العام محمود عصمت يرغب حقا الآن، فى إعادة الشركة إلى الحياة ثانية، لعلها توازن الأسعار المغالى فيها، بفعل القفزة فى أسعار الدولار. وكذلك تخفيض الطلب على النقد الأجنبى للاستيراد.  فإن المحاولة تستحق بالفعل الإشادة .

وليت الوزير بعد أن شكل لجنة لتطوير الشركة، وقام بزيارة للمصنع ، يعتنى بالدراسة التى أعدها رئيس النقابة العامة للكيماويات عماد حمدى . وهى بالفعل غنية بالتفاصيل الدقيقة للإصلاح الفنى، والهيكلة المالية. وكذلك تكشف أسباب تدهور الشركة، وكيفية الخروج بها من النفق الذى أدخلها فيه المسئولون السابقون.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة